الدهشة ..
وحدها التي أرادت استضافتي هذه الليلة..
كانت لديّ قصّة.. كتبتها
أردتُ بيعها ، لـ عدم حاجتي لها
وليس لإحتياجي لمالها ..
رفضها القارئ ، رفضها قلبي ، رفضها الدور!
ولكن و لأنّني كـ أمٍ لها
عاودتُ أدراجي و حفظتُها
من شرّ الزمان، كما تحفظُ أمٌ صغارها
خارجًا، السماء مُكتضّة هذه الليلة
الجو ممطر
و الرعد يهزّني من البرد
تحتَ مظلّة المُنتظرين
نقفُ
يُشيرُ طفلٌ بجانبي للسماء
يقول عندما يومضُ البرق :
هل هذه ملائكة؟
هل الجنة خلفهم مباشرةً؟
وهم يفتحون الأبواب لنا؟
لا يجدُّ ردًّا فـ والده كان مشغولًا بمكالمة هاتف
جاوبتُه أنا بـ ابتسامةٍ حزينة عندما انعكس حزن وجهه على وجهي
بـ نعم
أكمل مسترسلًا و كأن العالم يسمع صوته لأول مرّة :
أخبريني : هل أمي أيضًا مثلنا ، قبل سنتين جائت الملائكة
و فتحوا لها أبواب الجنّة ، و منذ ذلك الحين و هي لا تأتي !
أطرق رأسه للأرض بحزن
ولكن، ولأننّي أعرف معابر الحزن و معاييّره
طبطبتُ على كتفه، أخبرته بطمأنينة خياله
أمك لم تنساك،
هي تريدك قويًا ، تريدك جميلًا و لطيفًا
ربما لم يتسنى لها المجيء
هي الآن تريدُ أن تراك بالتأكيد
لذا أنت لا تنساها ، و حققّ أملها فيك!
- ليس مُهمًا حوارٌ سابق -
رغم أنه يعلن الحادي وأنا مُسلمة!
كما قال الشاب الذي كان يقفُ خلفنا !
لم استلطفهُ ورغم هذا لم يهتمّ..
أخبرني بـ اسمي مباشرةً
ظننتُه يلعب التّحزير
لكن مقصده لم يكن لـ اللّعب !
هو فعلًا يعرف اسمي
و مَظهري ، و أمورًا سطحيةً جدًا
أخبرني بـ ديانتي و أنّي في العشرينات من عمري
و أضاف بأننّي كاتبه!
هذا فقط ما استوقفني، ربما كلها تستطيع التعمق فيها والابحار
ولكن تطرّق لبالي
كيف يكون شكل الكاتبه ؟
كيف يميّز مظهرها؟
الكتابة ليست شيئًا لطيفًا في الحقيقة
هي شيءٌ مكلِّف ، تشعر بأنك سـ تتأخر عن شيء لا تعرفه
لذا تكتب لأنك ودودٌ محترم!
سألته، هل تتعقّبني؟ أعني كيف عرفت؟
جاوب بسرعة بديهة، أقسمُ أنه اللقاء الأولى
جائت سيارةٌ لتقلّني لمنزلي
و اخبرني أننّا سنلتقي مرةً أخرى
رددتُ نعم بالتأكيد..
سأكون غدًا بعد الخامسة عصرًا في تلك المقبرة!
يمكنك زيارتي متى ما أردت
و سـ أصعد للسماء ، الأبواب مفتّحة
نلتقي هناك
ظنّ أنها مزحة،
فاتهُ بأننّي لا أخلفُ مواعيدي أبدًا !
وحتى ابني تركته لـ حضور موعدي
في وقتي!
-
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق