-
-
-
أحدّق في هذا الجدار
والجدار يحدّق بي !
أنا من تبقَّى هُنا ، كلهم أخذوا رحلهم و وصلوا لوجهاتهم..
و أنا أبقى هنا
تأخرتُ، ليس بيديّ شيء
في طريقي قبل هذا الانتظار
واجهتُ قطّاع طُرق يأخذون الأحلام
سلبوني أحلامي في مهدها
و رحلوا
جالسةٌ وحيدةٌ خاويه!
مشاعري تبلّدت من فرط ما كان الانتظار صعبًا عليها
وعقلي فقد تركيزه، ونسيتُ وِجهتي!
وصلتُ ..
ولكنّي لا أريد شيئًا الآن
قلبي شبعانٌ بتوابيت الواقع !
أن أغادر بسلام..
هذا ما أتمنّاه
في لحضةٍ حاسمةٍ كهذه ..!
الأنظار كلّها عليّ، الجميع يتوّقع شيئًا
ولكن رأسي يتدلّى حياءًا..
ليس لديّ ما أخبرهم إيّاه
لا توجد قصّة كفاح، قصّة نجاح، قصّة جسارة
أنا فقط جلستُ على هذا المقعد لأعوام..
منها أربعةٌ ابتلعهم شيءٌ يشبه الموت
و ستة فقدتهم في حادثٍ اضطراري..
أخرجني عن مساري لحضة تعلّقي به!
و ماذا بعد..!
هل رأيتهم يضحكون على حياتك
أنا أيضًا يفعلون معي نفس الشيء
رغم تأكدهم بأنهم و مِن داخلهم يتمنون مثلها
هؤلاء مُنافقون، هؤلاء قطّاع طرق أيضًا !
لـ سنوات ربّيتُ فشلًا لائقًا بـ اسمي
يُجرّ اسمي به ، و ابتسم حين سماعه
و افتخر به !
و رغم أنّي أحسنتُ التربية إلّا أنه و هو أيضًا
ملَّ الإنتظار ، وسافر ، يبحثُ عن حياته !
من نفس المكان ..
الذي كان المُفترض بي مغادرته منذ أعوام..
فتحتُ كتابي القديم، كنتُ أدسّ فيه بعض الكلمات التي أحبُّها
قرأتها لمرةٍ أخيرة، واكتشفتُ أنها كانت شتائم
حتى اللغة تخدعني!
من يعلم، هذا الإنتظار / الإحتضار
كان يُخرج أحسن ما فيّ !
كنتُ أفسح الطريق و أساعدهم على التجاوز
حتى نفِذ إحساني،
و بقيتُ وحدي
ترثيني أغاني العابرين،
يُغنّون لـ يسمعوا الصدى
ولا يلاحظُ الصدى وجودي
من يُخرس هذه الأحزان
منذ زمنٍ وهي تتعلّق بثوبي كالطفل
وتبكي!
حاولتُ مُراضاتها و التّحايل عليها
ولم يجديني شيء!
أحرقتُ فُستاني، لا غرور به بعد الآن
لم أتباهى به إلّا أمام غرفتي !
وحدها يعجبها وضعي
لأني أكون داخلها دائمًا
كـ جنينٍ في بطن أم !
لا يعرف كيف سيخرج
أحتاجُ حياةً أخرى
ولو بمحاولة إجهاض
سأتحمّل الخسائر
والآلام..
ولكني أحتاج فرصةً حقيقية
مكوّنة من بداية جديدة ونظيفة
فقط
أحتاج كلامًا مُناسبًا لجميع المُناسبات
و ردًّا على كل الأسئلة المُوجّهة لي!
ولكن و لأن الإحتضار قد زاد
و طال قلبي..
لهذا لا أستطيع أن أبكي
ولا أن أنفّذ طلبي
لم أعد أعرف ما أريد
ولكن هو شيء يُشبه الرّاحة الدائمة
من كل شيء..
كأن يدعوني و شأني
ويُنسى أمري!
-
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق