-
-
-
أتعلم؛
بالأمس ركضتُ خلف المطر..
الساعة الواحدة ليلًا
في الحقيقة لم تكن تُمطر السماء
إنّما هي مشاعري!
عُدت للمنزل محمّلةً بالفرحة الصغيرة
التي تُزهر على خدّي ..
كما قطرات المطر تتسايل من شعري
لم أشعر بالبرد،
امسكتُ ورقةً وقلمًا وجهّزتُ رسائلًا لكَ
لن تصلك،
ومِثل كل ليلة خيال
قرأتُ القصائد،
قصائدك التي كتبتها فيَّ
دون عِلمك بأنها ستصلني
لو طال الزمان أو قَصر..
مثل الاغنيات،
مثل أشهَر الأغنيات،
مثل أغنيتنا التي حجبوها عن دارنا القديمة
عن قريتنا التي اقفَلت الاصوات
واكتفت بغُبار العابرين!
وجدّتني في يومٍ آخر و أخير
أسيرُ في أماكنٍ قديمة و أشواقٍ قديمة !
أراجع السنين!
هنا ضحكت
و هناك كنتَ تغنّي..
هنا بكيتُ
وهناك كُنتَ تغنّي..
بكل استسلام للذكريات ..
سرتُ لـ وحدي
أجمعُ غبار الأمل
بألّا عودة لنا
بهذا الزمان والمكان!
وأنها القصص العابرة
وحدها تأخذ حيّزًا من عمرنا
بلا شكّ!
لأننا آمنا بها، عندما اتّسع أملنا فيها
عندما اتّسعت الحياة من حولنا
في عينينا و في حبّنا
واشواقنا أخيرًا من فعلت ذلك!
هل تعلم؟
ما الفرق فينا!
تسيرُ الأيام على العابرين عليها
ونحن لا نُداس
لأننا ركضنا كثيرًا تحت المطر..
و رجعنا لـ طيننا الحقيقي،
رجعنا مثل ما كنّا بشر!
اختلط به عذوبةُ ماءٍ وتُرابٌ أغبر
نحن تُرابٌ و ماء ؛
طين البشر !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق