الثلاثاء، 20 أكتوبر 2020

في الانتظار !

 











-



-

أنا أنتظر دوري منذُ سنين

حتى أننّي نسيت في أي طابورٍ كنت أقف

و أين يتوجّه بنا هذا القِطار..


أنا نسيتُ اسمي القديم، الحقيقي

عندما عبرت أمامي طفلةٌ تحمل هذا الاسم

-الذي عَرفته من أبيها عندما ناداها-

و رأيتُ الشبه!


تمسّكت بيدي تلك الطفلة التي تحمل اسمي

و كأنها تُريد الإختباء!

نزلتُ عندها ، لأرى هل هي في أمانٍ أو خوف

ولكني وجدتها ضاحكه، تُمازح أباها بالإختباء عنه


أنا أيضًا لعبتُ هذه اللعبة مع جدّي

ولكنّه لا يعرف قوانين هذه اللعبة

لم يبحث عنّي هو ! 

مرّت سنواتٌ وأنا على انتظاري لهُ


لم يجدني بَعد..

أردتُ أيضًا أن أغيّر قوانين اللعبة بدوري

و أبحث عنه، ولكن ..

في ديننا حرامٌ نبشُ القبور!


و جدّي نهاني عن الكثير...

كُلي باليمين، لا تأكلي باليسار

ارعي الحيوان، لا تضربي الحيوان

افرحي شخصًا، لا تفجعي شخصاً

تواضعي، لا تتكبري


مؤكدٌ بأنه سينهاني عن الحرام هذه المرة أيضًا


كان نهيُه كبيرًا عليّ.. 

ولكنّي كنتُ أضحك

أظنها لعبةً أو مزحة!


منذ أن ترك جدّي الكلام

نابهُ عقلي.. صار مُبرمجاً على النّهي!


ولأنه صار كذلك تركتُ أموراً شتّى..

كنتُ أحب أن ينهاني جدي، لا عقلي

كنتُ سأحب أن أعانده، لأنه سيضحك

ولكن عقلي لن يفعلها معي أبدًا..!


لِذا كرهتُ الكثير!

لأن جدّي لم ينهاني عن هذه الصفة

ربما لأنه لم يلاحظها فيّ أساسًا


ولكنّه أيضًا نَهاني عن النسيان

وصرتُ متورّطة بهذا !


الطفلة الصغيرة واصلت اختبائها

و أنا تفاعلتُ معها و خبّئتُها أكثر 

ولكن عرِفَ أبوها بأمرنا

وجاء


قال لي أعطيني الطفلة أأخذها بيدي.. أنا والدها

أثناء كلامِه لاحظتُ ملامحه..

يُشبه جدّي كثيراً، كثيرًا !

هذا الرجل أعرفه، أعرفهُ كثيراً


هذا الرجل والدي، والدي أيضًا 

..  هذه الطفلة أنا !


-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق