
كانت أيامًا صعبة.. تسيرُ أمامي كقطارٍ طويل يمنعني من المرور لوجهتي الأخرى
ف أينما كُنتُ، على مكتبٍ أو في طابورٍ طويل..
حيثما أرمي مشاعري، أمام البحر أو أمام الورد..
في سلسلة انتظار أو جوار مغسلة الأموات
حيثما كنتُ؛ في مواجهةٍ حقيقية مع نفسي!
أو في خسارةٍ فادحة، أيضًا مع نفسي..
في غِلابٍ مع مشاعري، أو في غُلبٍ أمام من أُحبّ
رأيتُ الحياة تتأرجح بيّ حتى فقدُت الشعور!
سابقًا كنتُ أشعر بالدُّوار و الرّغبة في تقيّء مِعدتي
ولكنّي الآن أعرفُ جيدًا كل ما يدور، هو يدور حولي، لم أعد أنا من يدور حوله!
أعرفُ أنّي يجبُ أن أهدأ ، ولا أنفعل مهما كان السبب يستفزّني
أعرف بأننّي ولو تراكمت هذه الغيوم المظلمة بشحّ المطر
لن أترجّاها نقطة غيثٍ واحده ؛ طالما أراني في الغد بحالٍ أحسن..
لطالما بعثرتُ الأيام من حولي أبحث عن شيء لا يجدني!
ولكنّي تيقّنتُ الآن بما عرفتُه
أعرفُ مهما كان الموقف صعبًا ومهما كانت الهموم أكثر
أعرفُ أنّي في النهاية .. أجدُ فرجه
(لكل ضيقٍ مَخرج)
-علي بن ابي طالب
أعرفُ يقيني لهذه الكلمات في كل يوم..
وأنا أرى من يقِفون في الطوابير الطويلة
طوابير الخبز، طوابير العمّال، طوابير المدارس
أعرف هذا اليقين؛ في كل عمل عملتُه بجهدي
في كل النتائج التي نِلتُها، كانت عن مرضي أو اختباري أو ترشيحي
في كل ليلةٍ لم أتوقع أن تليها شمس
في كل ليلةٍ زارني الفرح حتى اشرقت الشمس قبل وقتها
في كل ساعةٍ دارت بي دقائقها
أعرفها؛ في وجه كل جملةٍ كسرت طموحي
في وجه كل صديق وقف أمامي وبجانبي طيلة سنوات
في وجه تلك المباني التي أمرُّها كل يوم و أرى قصصها تتطوّر
أعرفها؛ في كل ما شعرتُه ، في كل ما تجاهلته
في كل ما يبدو أمامي واضحاً
وفي كل ما يخبّئ نصف وجهه عني خلف جدار
أعرفها؛
وأشعر أنها يقين ، ثقة بالله ، إبتلاء مؤمن
"لكل ضيقٍ مَخرج"
قد يأتي على هيئة كلمة/شعور/ابتسامه/رسالة/فرج/حتى وداع!
دائمًا يأتي مَخرج .. كفكرة تنقذ الموقف!
كـ شعور يبرهن أمام الأيام انتصارنا أو حتى هزيمتنا
كـ تيقّن من كلمةٍ جعلتنا نتأرجح بين الحق والباطل
كـ فعلٍ أدركنا بفعله أنه عمل خير طالما نَبت في دواخلنا
دائماً أشعر بهذا
أعرف بأنني لن أضيع أكثر ، يوجد مخرجٌ آخر ، لا وجود للطُّرق المسدودة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق