الخميس، 9 مايو 2019

غضبي على هذا العالم !


غضبي على هذا العالم "

كل شيء لا يساوي غضبي على هذا العالم .. 
اخترت كلمة غضب لأن من رسمها تبدو غاضبة حقًا 
"عاقدةً النّونة" .. و تشبهني الآن !

أنا غاضبة ، لأجل المشرّدين ، و اللاجئين بلا بلد ، 
و شعبُ الخيام ، و أطفال الشوارع .. 
غاضبة من أجل كل من إضطر للخروج 
من بيته - للأبد - وطُرد منه .. 
لكل من طَرده موطِنه لأنه أضحى ثقيلًا عليه 
وأنكر أنه شعبُه .. 
لكل من خانه المنصب والمال برزقٍ قليل 
ولم يستطع سدّ جوع أطفاله ! او تحقيق آمالهم

غاضبة لأجل كل هؤلاء الأطفال الذين يبيعون 
أو يتسولون أو يهربون في الشوارع .. 
للأطفال الذين لم تكن الحياة معهم ورديّةً طفولية 
وإضطروا على إتخاذ قراراتٍ مصيرية مبكرًا .. 
للأطفال الذين نسوا كيف يكون اللّعب ، 
الضحك ، الألعاب و العرائس .. 
الأطفال الذين نُهِروا كثيرًا ،
 تنمّرت عليهم الحياة بشكلٍ مباغت ..

أنا غاضبة من أجل الذين لا يملكون إجابات لكل 
ما يحصل في هذا العالم ، وأنا منكم !
غاضبة من أجل البَشر الذين ينبشون التراب، 
المجاري،الزبائل وكل الأعمال الصعبة في 
كل يوم - عملاً لهم !
غاضبة من أجل من قضى العمر 
لا يملك شيئًا ، بسبب خسارة أو خيانه .. 

لـ مَن يتعففّ من الناس و يداري سوءة فقرِه !
غابضة من أجل السهارى المرضى 
الذين يحتاجون لعلاج لا يملكون ثمنًا له !
غاضبة من أجل كل السهارى الحائرين 
عن ماذا يحمل لهم الغد من سوادٍ مظلم بلا شموس !

غاضبة من أجل من يتصدّق في الخفاء 
و لو بشقّ تمره ، ثم يُنعت بالبخل علنًا !
غاضبة على نور الخير الذي بدأ ينطفئ في الناس ، 
على ترديدهم نفسي نفسي !

غاضبة ، غاضبة ، غاضبة .. وجهي متهكّم ، 
لا أستطيع التفكير في شيء غيرهم !
من أجبرتهم الظروف ، لقمة العيش ، 
الحياة ، الضعف ، الإحتياج ، الحرب ، الظلم .. 
على هّمِ يُشفق عليهم منه

غاضبة ولا أملك شيئًا لهم ، لا فكرة و لا قوة ، 
غير أنني كـ كل ليلة لا أنام قبل أن أحلم لهم
بغدٍ جميل ، و ربّي يرزق من يشاء بغير حساب

والغضب قد ينفع أحيانًا
هو ما يدفعني أن أدعوا لهم  ..





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق