الاثنين، 13 أغسطس 2018

خذني .. بيدي





خذني 

خذني بيدي .. مثلما كان يفعل بي الفرح ، ردّني إلى نفسي القديمة و لأحلامي التي ليس لها حدّ ..
ردّني لقلوبٍ فقدتها ، لعيونٍ تنتظرني و أنتظرها !
إرجعني لمكاني الذي كنتُ أركض فيه ، عندما كنّا نلعب و عندما كنت أهرب .. للبيت الذي كانت مساحاته ساحات شغب و لعب لنا .. 
للمزرعة القديمة و لشجرة الرمّان المثمرة ، للتّربة الخصبة و السماء البعيدة ، و التي أراها بعينيّ أبي ، و كُنت أحسبني ألمسها كلما رفعت يدي عالياً .. لشجرة اللّوز التّي كانت تُظّل أحلامي و صديقاتي ، لأسرارنا المُخبّئة هناك لما كان من مودّةٍ جمّعتنا ..
خذني حيث كنت أخبّئ صباحاتي تحت الوسادة ، و مساءاتي خلف النافذه .. عندما كان يتسلل الضوء للغرفة رُغماً عني و يتسلل البرد كذلك ، تتسلل معه أصوات مِواء القطط و تغريد العصافير ، أصوات السيارات و البشر .. هناك حيث كان للإزعاج جمالٌ .. هناك !
خذني حيث كان البحر يُغطّي أرضي و شراع المراكب كان نوراً ، حيث كان البحر كأحلامي و رماله لم تنسى أصابعي ..
حيث كان هُناك أملٌ آخر في العيش بإنسانية بودٍ و كمالٍ بشريّ .. حيث النوارس تطير و تحلّق بعيداً كانت تُحرق أمنياتي بالطيران مثلها ، و لكنها إستطاعت جعل روحي مثلها تطير ..
خذني للمكان الذي فقدت طائرتي الورقية فيه ، حيث غنّيتُ على فراقها نشيداً دافئاً تعلمّ الدفء من أمي ..
حيث كانت أناشيدي ألحاناً و أصواتي بيوتاً ، حيث كنّا نردد كلماتٍ عذبة تُسقى بالقيم و الآداب ، حيث كنّا أطفالاً شغوفين بل و واعين .. خذني حيث وَجدتني ، ردّني لحيث وجدُت الحياة في أول مرّة ، خذني هناك !



مجده
majdawyh@

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق