الأحد، 21 نوفمبر 2021

عاد الموعد


 


21/11/21 

عاد الموعد السنوي لكتابتي هذا النص

منذ خمسة أعوام و أنا أكتُب كل يوم في 11/21 

عنّي وعن هذا العام من حياتي


تعلّمتُ أننّي حتى ولو كبرتُ عامًا 

ليس مُتوقّعًا أن تصغر أحزاني

تعلّمت الكثير عن القناعة وعمقها

لطالما تعلّمت من كل شيء حولي

حتى خسائري أحوّلها لدروس


سنة غيّرت مفاهيمي بكل وضوح

حول الحياة ، العلاقات ، العمل ، وحتى الخيال!


رأيت أمورًا لا يفترض بي رؤيتها

موت قريب، خيانة صديق، جرحٌ غائر، قلّة حيلة ، عينٌ جارحة


تأملتُ ضوء الصباح -ضوء آخر النفق-

الذي أخبروني -العواذل- أنّه سـ يعميني لو رأيته 

ولكن لم يعمى غيرهم حينها


عبرتُ الحدّ أخيرًا .. بيني و بين أحلامي!

وصلتُ النقطة ذاتها التي كانت مستحيلة جداً!

و عندما وصلتُ كنتُ ممتنةً لكل دقيقة عبرتها


وقفتُ كثيرًا على أطلالي ! 

عرفتُ معناها هذا العام


بينما الناس تُجامل بعضها البعض ..

أنا تجاوزتهم

فعلتُ ما يجب فعله لأشعر بالرضى عن نفسي

طالما كنتُ على حقّ

ينتهي خوفي من هذا !


حفظتُ صورًا كثيرةً و حذفتها ورجعتُ حفظتُ صورًا أخرى من جديد .. 

ما زِلتُ في دوامة المقاومة ! و يبدو أن لا طريقة للخروج منها غير التعايش معها 


حفظتُ قصائدًا لأسعد بها و أحزن

كتبتُ القليل جداً إلّا أنني شرعتُ في تأليف كتاب!


بين ناسٍ كُثر عرفتُ القليل ، المُدهشين

الذين يحوّلون كل شيء إلى حب ، إلى فنّ ، إلى عطاء


قَست عليّ الأيام لوحدي ، لم أكن أتوقع الخروج بسلامٍ ولكننّي تأكدت الآن أننّي قوية

والقوة قد تسلبنا أحياناً من احتضان أحزاننا بشكلٍ ملائم ! يا لخسائري من قوتي


حققتُ نجاحاتي نجاحٌ لآخر في الحياة العملية و العلمية و الأدبية .. ووصلتُ للكثير رغم أني لم أصل بعد لما أطمح له فقد غيّرت الخطة، و أخترت الطريق الأكثر "سعادة" من كل الطرق "الأكثر" 

فلا المال و لا الصحبة و لا الوقت يُشبع شغفي مثل ما تفعل السعادة 


فزتُ على نفسي في تحدٍ وهميّ 

و رغم فوزي لم أحتفل

تعلمتُ أن أحتفل بخسائري لا بأفراحي

أشعر أننّي في وقتها بحاجةٍ لنفسي أكثر

جربتُ المعنى الحقيقي لـ "عيشوا اللحضة"

الأمر بسيط و لكنه يحتاج قلبًا حاضرًا


أحببتُ كثيرًا حتى بدأت أُشكك في مشاعري

كنتُ معطائةً متعاونةً و حاولت الكثير من أجل الآخرين و سعدتُ بسعادتهم


فهمتُ فكرة التوازن في هذه الحياة

لِما قستُه وقسّمته بين ما عشته خلال عام


وعدٌ جديد

ربما لا أكون نفس مكاني العام الجديد ، أو ربما هذا أكيد و لكنّي سأكون في مكانٍ مليئ بالسلام

لن أخوض حربًا بعد الآن

لن أجازف من أجل أحد

لن أتخلّى عن شخصيتي التي أحب


أخيراً 

أسوأ حدث في هذا العام و الذي كسر قلبي نصفين و جعل منه نصفٌ تحت الأرض ونصفٌ في صدري

"موت عمي" أذكروه في دعائكم 

ربما لم يُترك خلفه ذريّةً .. ولكننّي ابنته



-

٢٠٢١

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق