كُتبت في الساعة العاشرة
6/6 من سنةٍ طال صبر انتظارها
كبُرنا
وفعلنا كل ما كنّا نودّ فِعله
وصلنا لكل ما تمنيناه شهورًا و سنينًا
وختمنا الطرق التي تُقنا طويلًا على أن نحضى فيها
ولو بخطوة واحدة ..
هل كبُرتِ مثلي؟
لـ تلبسي الفساتين و كل المجوهرات
التي ساورتكِ كثيرًا في أحلامكِ السابقة
و لـ ترتدي أغلى عِقد
وتقودي المركبة المحبّبة إليك بنفسكِ
وتسلكِ شارعًا قديمًا تتجوّل فيه ذكرياتكِ
وحدها بين العابرين لا يُقاطعها شيء
لا أشخاصٌ ولا أبواقُ سياراتٍ مسرعة
ولا حتى تلك القطط الجائعة
أو نبح الكِلاب المستمرّ!
كبرتِ؟
لـ تمرّي بـ بيتٍ قديم، تحوطه الاشجار القديمة
ولا شيء به جديد سوى غُبار ذكرياتكِ فيه
تحت شجرة، قد نُحِت عليها "لن نفترق ابدًا"
كبُرت مثلي؟ لوحدكِ؟
تمتلئ قائمتكِ بأسماءٍ كثيرة
أسماءٌ مهمة وذو مكانه راقية
و أسماءٌ عادية، و أقاربٌ نسيتي من مات منهم و من هو حيّ
و آخر القائمة "أسمٌ واحد" تحتفظي به في قلبك قبل هاتفكِ
ولكنكِ لن تستطيع ابدًا الكشف عنه
أو حذفه أو الاتصال به ، ويبقى لكِ سرًا لا يُمحى ولا يبرى!
لوحدكِ كبرتِ!؟
حدّ أنكِ كوّنتي صداقاتٍ كثيرةً و عمليةً و رسمية
ولكن لا شيء فيها عميق ، لا الصدق ولا الشعور!
لا أحد فيها سيدرك نيّتك في البوح بسرٍ اثقلكِ
لا أحد سيستمع لما تودين قوله ويلحضه في عينكِ قبل قوله
لوحدي ، لوحدكِ ، كبرنا!
تتوقي مثلي لصديق قديم ؟
كان همه هو همك و أنتِ كل التزاماته
تتوقين مثلي لصداقاتٍ كانت حقيقية
و أوقفتها ظروف الحياة و البُعد
و الإنشغال و الوظيفة و الزواج!
كبرتُ لوحدي ؟ كما يبدو..
قُدت مهاماً كثيرة
أكبر منّي "عمرًا و أهمّية"
شطبتُ على قوائم أحلامي بعدما حققتها
و تركتُ عنّي صورةً ايجابية في أذهان من قابلتهم "كلهّم ربما"
و لأني كبرتُ..
هل تعرفي لِما أتوقُ الآن؟
لأن أميل رأسي على جدارٍ عتيق قد لوّنته الحياة بألواني..
أسندُ عليه نيابةً عن اكتافٍ كاذبة لا آمنها و لا تؤمن بي!
لأن أتنزّه بـ حريّة في اماكنٍ تشبهني وتشبهكِ
لأن أُنهي شوقي بـ وصلٍ حقيقيّ
كـ وصل الصحراء و الحر في بلدي
آخر سؤال : كبرتُ مرّاتٍ عديدة.. كم كبرتِ أنتِ؟
-
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق